إعلان الدوحة التاريخي يُحدّد رؤيةً للمستقبل الرقمي للطيران ولتحسين تجربة السفر للمسافرين

الدوحة ومونتريال، 24 أبريل 2025 - اختتم مؤتمر منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) للتسهيلات أعماله الأسبوع الماضي في الدوحة، قطر، باعتماد إعلان الدوحة بشأن تسهيلات النقل الجوي الدولي، الذي يُرسي إطاراً عاماً لتغيير ملامح السفر الجوي العالمي بينما تستعدّ الصناعة لمواجهة نمو غير مسبوق.

وجمع المؤتمر، الذي امتدّ على مدى أربعة أيام والذي استضافته حكومة قطر، أكثر من 2000 مندوب من 138 دولةً و17 منظمة دولية، تحت شعار "التعاون والكفاءة والشمولية".

وقال رئيس مجلس الإيكاو، السيد سالفاتوري شاكيتانو، في هذه المناسبة: "يُجسّد اليوم لحظةً محوريّةً في تاريخ الطيران." وأضاف: "يضع إعلان الدوحة إطاراً عاماً للتصدّي للتحديات الناشئة مع تحديد اتجاه استراتيجي واضح للتسهيلات في مجال الطيران المدني. تلك هي استراتيجيتنا نحو إقامة منظومة طيران أكثر كفاءةً وشموليةً واستدامةً، من شأنها أن تعيد بلورة تجربة السفر الجوي لمليارات الأشخاص في العقود المقبلة".

ويأتي الإعلان في وقتٍ بالغ الأهمية، إذ تتوقَّع الإيكاو أن تتضاعف أعداد المسافرين ثلاث مرات تقريباً بحلول عام 2050، لتصل إلى أكثر من 12,4 مليار مسافر سنوياً، مما يولّد فرصاً وتحديات للصناعة على حدّ سواء.

وقال الأمين العام للإيكاو، السيد خوان كارلوس سالاسار: "يأتي اعتماد إعلان الدوحة كتقنين لرؤيتنا المشتركة لتسهيلات النقل الجوي في المستقبل". وأضاف: "مع زيادة وتيرة التنقل على الصعيد العالمي، أصبح من الضروري، اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى، ضمان أن يتسم النقل الجوي بالسلاسة والكفاءة، وأن يعمل كمنظومة عالمية متكاملة."

وأكد معالي الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد آل ثاني، وزير النقل القطري، على أهمية استضافة هذه الفعاليّة التاريخية، قائلاً: "إن استضافة دولة قطر لهذا الحدث الهام تؤكد على الاهتمام الكبير الذي نوليه لقطاع الطيران المدني باعتباره ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية وتعزيز التواصل الإقليمي والدولي".

وعلق محمد فالح الهاجري، رئيس الهيئة العامة القطرية للطيران المدني بالوكالة: "نتطلع إلى تمهيد الطريق نحو تحقيق الكفاءة والشمولية والمرونة في نقل الركاب والبضائع". وأضاف: "لا يُعدّ هذا الأمر ضرورةً تشغيليةً فحسب، بل أيضاً عاملاً أساسياً في تعزيز دور صناعة الطيران وتأثيرها الإيجابي على تطوّر الاقتصاد العالمي."

وخلال المؤتمر، سلطت جلسات الحوار مع الخبراء والمناقشات الرفيعة المستوى الضوء على عدّة مواضيع حاسمة، منها:

• التحول الرقمي في مجال إدارة الحدود: أوضح الخبراء كيف تُحدث التكنولوجيات البيومترية ووثائق السفر الرقمية ثورةً في معالجة إجراءات الركاب. ويضمّ دليل المفاتيح العامة للإيكاو اليوم 104 دول مشاركة، وهو يُستخدم في التحقّق من أكثر من ملياري جواز سفر إلكتروني في جميع أنحاء العالم.

• التنسيق بين الوكالات: وكشفت المناقشات أن 33 في المئة فقط من الدول الأعضاء كانت لديها لجان تنسيق وطنية ناشطة للتسهيلات خلال جائحة فيروس كورونا. واعتُبر تعزيز دور هذه اللجان ضرورياً للاستجابة للأزمات في المستقبل.

• تحسين تجربة السفر للمسافرين: اقترح قادة الصناعة حلولاً للحدّ من إجمالي الوقت الذي تستغرقه إجراءات السفر إلى أقل من 45 دقيقة من خلال تقنيات سلسة وبدون تلامس.

• تسهيلات الشحن: في حين أن الشحن الجوي لا يمثل سوى 2-3 في المئة من التجارة العالمية من حيث الحجم، فهو يشكل 35 في المئة من القيمة التجارية. وأشار ممثلو منظمة الجمارك العالمية إلى ضرورة التوفيق بين اتفاقية كيوتو المنقحة وقواعد الإيكاو لتبسيط إجراءات الشحن.

• مرونة الصحة العمومية: نظر المؤتمر في استراتيجيات الحفاظ على سلامة النقل الجوي الدولي أثناء حالات طوارئ الصحة العامة، مشيراً إلى أن 85 في المئة من الدول الأعضاء تشارك اليوم في برنامج الإيكاو للترتيبات التعاونية لمنع وإدارة أحداث الصحة العامة في مجال الطيران المدني (برنامج كابسكا).

كما دعا المؤتمر إلى التصديق العالمي على اتفاقية مونتريال لعام 1999 وبروتوكول مونتريال لعام 2014، اللذين يشكلان الإطار القانوني الأساسي لمواجهة تحديات التسهيلات الرئيسية، بما في ذلك التعويضات المُقدّمة إلى الركاب والتعامل مع الركاب المشاغبين.

وفي هذا السياق، قال رئيس المجلس، السيد شاكيتانو، في كلمته الختامية: "لقد حان الوقت لاتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ إطارنا التنظيمي". وأضاف: "لدينا لوائح تنظيمية كافية، ويمكن للإيكاو أن تؤدي دوراً مهماً للغاية في توحيد الصف من أجل تسهيل تنفيذ اللوائح وضمان عدم ترك أي بلد وراء الركب."

وستُثري نتائج هذا المؤتمر المداولات المزمع إجراؤها أثناء الدورة الثانية والأربعين للجمعية العموميّة للإيكاو في مونتريال في شهر سبتمبر المقبل، حيث ستجتمع جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 193 دولةً لاعتماد قرارات ملزمة بشأن التطوير الاستراتيجي للطيران المدني الدولي.

وخلال المؤتمر، عقد رئيس مجلس الإيكاو، السيد شاكيتانو، والأمين العام، السيد سالاسار، اجتماعات ثنائية مع وفود من أكثر من 25 دولةً عضواً ومنظمةً إقليميةً، مما عزّز التزام الإيكاو بالمشاركة والدعم العالميين.

معلومات عن مؤتمر التسهيلات الذي عقدته الإيكاو

تنشر التسجيلات لجلسات مؤتمر القمة عند الطلب على ICAO.tv.

معلومات عن الإيكاو

تعمل منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) ‏ودولها الأعضاء البالغ عددها 193 دولة على إعداد وتنفيذ استراتيجيات الطيران العالمية والقواعد الفنية وأنشطة بناء القدرات من أجل رفع مستويات السلامة والاستدامة والشمول في الخدمات الجوية في جميع أنحاء العالم. ‏وتكمُن رسالة الإيكاو في توسيع نطاق الانتفاع بخدمات النقل الجوي والعمل في الوقت ذاته على التقدم نحو هدف خفض الوفيات في مجال الطيران إلى الصفر فضلاً عن تحقيق هدف انبعاثات الكربون الصافية الصفرية. وتحتفل الايكاو في هذا العام بذكرى مرور 80 عاماً على إنشائها.

للاتصال العام

icaohq [at] icao.int (icaohq[at]icao[dot]int)
LinkedIn

للاتصال من جانب وسائل الإعلام

السيد وليام رايلانت كلارك

المسؤول الإعلامي

wraillantclark [at] icao.int (wraillantclark[at]icao[dot]int)