الدول الأفريقية تتفق على تعزيز سلامة وأمان واستدامة الربط الجوي

أسفر أسبوع الطيران لإقليم أفريقيا والمحيط الهندي (AFI)، في نسخته الثامنة، عن اتفاق حكومات المنطقة على العمل معاً بشكل أوثق على تنفيذ قواعد وخطط الإيكاو بشأن سلامة الطيران وأمنه واستدامته، على أن تقدّم الدول "مرتفعة الأداء " قدراً أكبر من المساعدة. واستضافت حكومة كينيا هذه الفعّالية التي عُقِدت في نيروبي في الفترة من 21 إلى 2023/8/25.

 

نيروبي ومونتريـال، 2023/8/31 - أسفر أسبوع الطيران لإقليم أفريقيا والمحيط الهندي (AFI)، في نسخته الثامنة، عن اتفاق حكومات المنطقة على العمل معاً بشكل أوثق على تنفيذ قواعد وخطط الإيكاو بشأن سلامة الطيران وأمنه واستدامته، على أن تقدم الدول مرتفعة الأداء  قدراً أكبر من المساعدة للدول التي تحتاج إلى مزيد من الدعم.


واستضافت حكومة كينيا هذه الفعّالية التي عُقِدت في نيروبي في الفترة من 21 إلى 2023/8/25 بحضور ممثّلين عن مجلس الإيكاو، بالإضافة إلى ممثّلين آخرين من كلٍّ من الدول والمنظمات.


وأكدّ رئيس مجلس الإيكاو، السيد سالفاتوري شاكيتانو، في كلمته الافتتاحية، أن حضور "العديد من الممثّلين الرئيسيين من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية في هذا الاجتماع هو دليل واضح على الاعتراف بأهمية الطيران في التنمية المستدامة للدول، وبضرورة أن يعمل جميع الشركاء والجهات المعنية معاً بشكل وثيق لبناء جسور التعاون في أفريقيا".


وكان من النتائج الشاملة التي خرجت بها هذه الفعَالية إقامةُ شراكات كبرى من أجل بناء القدرات، لا سيما لدعم برنامج الجيل القادم من المهنيين العاملين في مجال الطيران (NGAP). وأشارت الدول إلى "التطبيق العملي" لـخريطة طريق الإيكاو للتدريب وبناء القدرات في مجال الطيران وأهمية الدعم المستمر لما تقدّمه الإيكاو من التدريب وحلقات العمل في المجالات ذات الأولوية. وأقرّت الدول بأهمية تعبئة الموارد في إطار "مبادرة عدم ترك أي بلد وراء الركْب"، واتفقت على أن أهداف برنامج الجيل القادم من المهنيين العاملين في مجال الطيران والمساواة بين الجنسين ينبغي أن تكون عنصراً محورياً في التخطيط الوطني في مجال الطيران.


كما تناولت الفعّالية قدرة أنظمة الملاحة الجوية في أفريقيا، حيث وافقت الدول على أن تطلب من مفوضية الاتحاد الأفريقي تنسيق عملية إنشاء فرقة عمل تُعنى بـتحقيق "سلاسة الأجواء في أفريقيا"، وتعزيز تعاونها من خلال اتخاذ القرارات التعاونية (CDM).  واعتبرت رقمنة الخدمات من الأولويات ذات الأهمية الخاصة في هذا المجال.


ولدعم الشراكة بين الدول ذات الأداء "المرتفع" والأداء "المتدني" في مجال قدرات مراقبة السلامة والأمن، طُلب من مكاتب الإيكاو الإقليمية تسهيل التعاون من خلال الآليات الإقليمية، مع التركيز بشكل خاص على وضع مشاريع تُركّز على تحقيق الأهداف المنصوص عليها في خطتيْ الإيكاو العالميتيْن في مجال سلامة وأمن الطيران.


واعتبرت "خطة عمل الإيكاو للأمن الإلكتروني" و"مبادرة تحالف سلامة الطيران في أفريقيا"  (ASAA)بشأن الجمع الفعّال لبيانات الحوادث والوقائع في أفريقيا من الأولويات العليا للحكومات، مثلما كان الحال بالنسبة لـلاتفاقية الأفريقية (مالابو) بشأن الأمن الإلكتروني وحماية البيانات الشخصية (2014).


وكان هناك اعتراف بأن الاستدامة على نفس القدر من الأهمية، واعتُبِر أنّ تطوير وقود الطيران المستدام (SAF) يؤدي دوراً حاسماً في إزالة الكربون من قطاع الطيران كما يشكّل حافزاً واعداً للغاية للتنمية المستدامة في أفريقيا. ودُعيت الدول والجهات المعنية الأخرى إلى الانضمام إلى برنامج الإيكاو للمساعدة وبناء القدرات والتدريب في مجال وقود الطيران المُستدام (ACT-SAF) والاستفادة من جميع مبادرات الدعم المقدّمة تحت مظلته.


كما دُعيت الدول إلى المساهمة بنشاط في مؤتمر الإيكاو الثالث بشأن الطيران وأنواع الوقود البديل، المقرر عقده في نوفمبر 2023 في دبي، والذي من المتوقع أن ينبثق عنه إطار عالمي لاستثمار وإنتاج وقود الطيران المستدام.


وسلَّمت الحكومات بأن تنمية النقل الجوي الأفريقي على نحو يمتثل لاعتبارات السلامة والأمن والاستدامة تتطلب أيضاً التنفيذ الكامل للإرشادات التي تقدمها الإيكاو بشأن التسهيلات والنقل الجوي، لا سيما تلك المتعلقة بتحرير الخدمات الجوية ورسوم الانتفاع والعوائد والضرائب المفروضة على الطيران. ودُعيت الدول والجهات المعنية إلى التماس الإرادة السياسية من جانب القادة من خلال الترويج لفوائد التنفيذ الكامل لـ"إعلان ياموسوكرو بشأن تحرير الوصول إلى أسواق النقل الجوي في أفريقيا"، وتجنب سياسات الحماية.


وأعلن الأمين العام للإيكاو، خوان كارلوس سالاسار، في كلمته الختامية لهذا الحدث: "من الواضح أن أفريقيا قد وصلت إلى نقطة تحول مهمة في تحقيق تطلعاتها فيما يتعلق بالربط الجوي الوطني والإقليمي والدولي في هذه القارة". وأضاف: "وللمضي قدماً، يتعين علينا جميعاً أن نعقد العزم على ترجمة التقدم الذي أحرزناه هذا الأسبوع إلى سياسات وبرامج وإجراءات فعّالة تحقق النتائج المرجوة. إنَّ رؤيتنا هي الربط بين أنحاء أفريقيا والعالم، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا إذا واصلنا العمل معاً ".


علاوة على ذلك، أتاح أسبوع الطيران لإقليم أفريقيا والمحيط الهندي لقيادة الإيكاو الفرصة لطرح أولويات المنظمة خلال سلسلة من الاجتماعات الجانبية الثنائية والمتعددة الأطراف، بما في ذلك مع رئيس كينيا، فخامة السيد وليام روتو. ورحّبت الإيكاو بما أُعْرِب عنه في تلك اللقاءات عن التزام كينيا تجاه الإيكاو والتزامها بالتعاون الإقليمي. وقد تجلى ذلك الالتزام أيضاً في إعلان كينيا عن تشييد مقر جديد لمكتب الإيكاو الإقليمي لشرق أفريقيا والجنوب الأفريقي (ESAF)، الذي يقع في نيروبي، والتبرع بمبلغ 200 ألف دولار أمريكي من كينيا لدعم خطة التنفيذ الإقليمية الشاملة لأمن الطيران والتسهيلات في أفريقيا (SECFAL).


وبالإضافة إلى الكلمات التي ألقاها الأمين العام خلال اجتماعات خطة التنفيذ الإقليمية الشاملة لأمن الطيران والتسهيلات في أفريقيا واجتماعات اللجان التوجيهية الخاصة بهذه الخطة، فقد عقد اجتماعاً أيضاً مع رؤساء الوفود المشاركة في أسبوع الطيران، وأجرى مناقشات ثنائية مع كلٍّ من وزيرة النقل والطيران المدني، السيدة فردوسة عثمان عقال؛ والمدير العام للطيران المدني في الصومال، السيد أحمد معلم حسن؛ ومع المديرين العامين للطيران المدني في ناميبيا ونيجيريا، السيدة توسكا سيم والكابتن موسى شعيبو نوحو، على التوالي؛ ومدير إدارة أمن النقل في الولايات المتحدة، السيد ديفيد بيكوسكي.


كما ناقش الأمين العام، أثناء زيارته إلى كينيا، مجالات تعزيز التعاون مع المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي، السيدة زينب بانغورا، ووكيلة الأمين العام والمديرة التنفيذية لموئل الأمم المتحدة، السيدة ميمونة محمد شريف.


ورافق رئيس المجلس والأمين العام خلال أنشطتهما في كينيا كلٌ من مديرة المكتب الإِقليمي للإيكاو لإقليم شرق وجنوب أفريقيا، السيدة لوسي مبوغوا؛ ومدير المكتب الإقليمي لغرب ووسط أفريقيا، السيد بروسبر زو مينتو؛ ومدير إدارة تنمية القدرات والتنفيذ، السيد خوخي فارغاس؛ ومدير إدارة النقل الجوي، السيد محمد رحمة؛ ومديرة إدارة الملاحة الجوية، السيدة ميشيل ميركل.

 

معلومات للمحررين
أسبوع الطيران لإقليم أفريقيا والمحيط الهندي
مبادرة الإيكاو لعدم ترك أي بلد وراء الركْب


معلومات عن الإيكاو
منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) هي وكالة تابعة للأمم المتحدة تساعد 193 بلداً على التعاون فيما بينها ومشاركة أجوائها لتحقيق المنفعة المتبادلة.


ومنذ تأسيس الإيكاو في عام 1944، ظل ما تقدِّمه من دعم، وما تضطلع به من دورٍ تنسيقي، يساعد البلدان، من خلال الجهد الدبلوماسي المقرون بالجهد الفني، على تحقيق شبكة فريدة من نوعها، يُعتدُّ بها ويُعتمَد عليها، في التنقّل جوّاً، لربط العائلات والثقافات والأعمال في جميع أنحاء العالم، حفزاً للنمو المستدام، وتعزيزاً للازدهار الاقتصادي والاجتماعي، أينما حطّت الطائرات وطارت.


ومع الدخول في حقبة جديدة من الرقمنة، والابتكارات الجديدة المذهلة في مجال الطيران وتكنولوجيا الدفع، بات النقل الجوي يعتمدُ، أكثر منه في أي وقت مضى، على ما تقدّمه الإيكاو من دعم بالخبراء، وما تصدره من الإرشادات الفنية والدبلوماسية، متوخيّةً رسم مستقبل جديد ومُثير للرحلات الدولية. وتعمل الإيكاو على تجديد ذاتها لكي تتمكن من تلبية النداء، فتراها توسّع شراكاتها ضمن منظومة الأمم المتحدة وأصحاب المصلحة من الأطراف الفنية، هادفةً إلى تقديم رؤية عالمية استراتيجية، وإتاحة حلول فعَّالة ومستدامة.

 

 

 

Connect with us: